قصة معبرة : استمر فيما أنت فيه
كود بنر أعلى الموضوع
قال التلميذ للأستاذ: أعيش في الحياة من غير هدف، ولذلك أشعر أنني أعيش في فراغ وضياع كالسائمة أكل وأنام وأصحو، ولا أعرف إلا أين ولا أي هدف ؟ بماذا تنصحني حتى أخرج من هذا الضياع و أملأ هذا الفراغ ؟قال الأستاذ: لا أصدق أنك تعيش من غير هدف.. مضمر خفي في خاطرك ووجدانك، وسيظهر حتما حينما تنضج وتفرغ من دراستك وتنضج أمامك مسالك الحياة العامة والحياة الخاصة.. أليس من هدفك مثلا في المرحلة التي تجتازها الأن أن تنجح في الامتحان و أن تنجح في الامتحان و أن تحسن تحصيل دروسك ؟وسأل التلميذ: وهل هذا هدف.. إنما قصدت هدفا أكبر و أشمل..أن أرتبط بقضية أو غاية أجعلها مصدر عمل و تفكير و نشاط ؟ربت الأستاذ على كتفه في حنان و قال : سعيك للنجاح و اهتمامك بتحصيل العلم هدف لا شك فيه .. نعم إنه هدف خاص أو هدف جزئي، و لكنه مقدمة ضرورية للهدف كله أو الهدف العام._ ولكنني أشعر بقلق و أحس بأنني لا قيمة لي في الحياة._ أنت متعجل و العجلة لا تؤتي ثمرة .. و الدنيا مراحل و العمر مراحل و لكل مرحلة هدف و غاية. فإذا أجدت تحقيق الهدف المرحلي، قادك إلى هدف آخر.. و هكذا إلى أن تبلغ ما تشاء و تتحدد قيمتك في الحياة .. و يوم تتضح و تكتمل ، تستطيع أن تعرف هويتك و من أنت في الحياة .. و تستطيع حينئذ، لا أقول ، تحديد هدفك بالحساب ، و لكنك ستجد نفسك من وعي و تدبير ، مشدودا إلى هدف .. كيف جاء ، كيف نشأ ، كيف تخلق ، لا أعرف .. و أنت نفسك لا تعرف على التحديد.. حسبكأن الحياة ستحدده لك والظروف ستشير إليه و تأخذك في طريقه .. إن البذرة موجودة .. وتساؤلك عن هدف وشعورك بالفراغ والضياع دليل على وجودها.. وستنمو شيئا فشيئا، يساعدك عليه جهدك و اجتهادك في تحصيل العلم و المعرفة.. وكيف نريد .قبل أن تحصلهما أن ترى الهدف وتحسه وتنجذب اليه وهو متضح .. ما انت فيه الآن مرحلة تكوين ؟سكت التلميذ مقتنعا او شبه مقتنع ثم قال : ولكنني اشعر كلما تقدمت في تحصيل العلم ان الفراغ يتسع أمامي..وسارع الاستاذ مجيبا : وهذه أمارة حسنة تدل على أنك طموح و مأمول الخير والثمر .. ولو قلت العكس لحذرتك منه .. بعض الدارسين يحسبون أنهم بلغوا الغاية ولم يصبح عليهم الا اجتناء الثمر ، مما يدل على ضيق الأفق وانحصار النظر في نطاق محدد .. استمر فيما انت فيه من قلق وتساؤل وتحصيل ، وسترى أنكبالغ غايتك .
كود بنر أسفل الموضوع