HPK

mesothelioma survival rates,structured settlement annuity companies,mesothelioma attorneys california,structured settlements annuities,structured settlement buyer,mesothelioma suit,mesothelioma claim,small business administration sba,structured settlement purchasers,wisconsin mesothelioma attorney,houston tx auto insurance,mesotheliama,mesothelioma lawyer virginia,seattle mesothelioma lawyer,selling my structured settlement,mesothelioma attorney illinois,selling annuity,mesothelioma trial attorney,injury lawyer houston tx,baltimore mesothelioma attorneys,mesothelioma care,mesothelioma lawyer texas,structered settlement,houston motorcycle accident lawyer,p0135 honda civic 2004,structured settlement investments,mesothelioma lawyer dallas,caraccidentlawyer,structured settlemen,houston mesothelioma attorney,structured settlement sell,new york mesothelioma law firm,cash out structured settlement,mesothelioma lawyer chicago,lawsuit mesothelioma,truck accident attorney los angeles,asbestos exposure lawyers,mesothelioma cases,emergency response plan ppt,support.peachtree.com,structured settlement quote,semi truck accident lawyers,auto accident attorney Torrance,mesothelioma lawyer asbestos cancer lawsuit,mesothelioma lawyers san diego,asbestos mesothelioma lawsuit,buying structured settlements,mesothelioma attorney assistance,tennessee mesothelioma lawyer,earthlink business internet,meso lawyer,tucson car accident attorney,accident attorney orange county,mesothelioma litigation,mesothelioma settlements amounts,mesothelioma law firms,new mexico mesothelioma lawyer,accident attorneys orange county,mesothelioma lawsuit,personal injury accident lawyer,purchase structured settlements,firm law mesothelioma,car accident lawyers los angeles,mesothelioma attorneys,structured settlement company,auto accident lawyer san francisco,mesotheolima,los angeles motorcycle accident lawyer,mesothelioma attorney florida,broward county dui lawyer,state of california car insurance,selling a structured settlement,best accident attorneys,accident attorney san bernardino,mesothelioma ct,hughes net business,california motorcycle accident lawyer,mesothelioma help,washington mesothelioma attorney,best mesothelioma lawyers,diagnosed with mesothelioma,motorcycle accident attorney chicago,structured settlement need cash now,mesothelioma settlement amounts,motorcycle accident attorney sacramento,alcohol rehab center in florida,fast cash for house,car accident lawyer michigan,maritime lawyer houston,mesothelioma personal injury lawyers,personal injury attorney ocala fl,business voice mail service,california mesothelioma attorney,offshore accident lawyer,buy structured settlements,philadelphia mesothelioma lawyer,selling structured settlement,workplace accident attorney,illinois mesothelioma lawyer

قصة نبض الحب (بالدارجة)

كود بنر أعلى الموضوع


فذيك الغرفة للي كتبان لها كئيبة كانت ممددة على ناموسيتها، بالها مشغول بالتفكير فبزاف ديال الأمور خلاتها تنسى طعم الراحة فالفترة الأخيرة، كتفكر فحياتها للي كتشوفها كتدوز قدام عينيها بلا ماتقدر تعيشها، فشبابها للي غيمشي قبل ما تحقق كل حاجة تمنتها، وفالناس للي بين ليلة وضحاها خرجوا من حياتها مخلفين وراءهم فراغ كبير مازال ما قدرت تتخطاه.+

تنهدت تنهيدة مريرة ومسحت علامات الحزن من على وجهها الصفر للي لونه كيوضح لها كل نهار أنها كتودع الحياة شوية بشوية، حاولت تنوض من الناموسية و تحرك شوية جهة الشرجم يضربها شوية ديال الهوا ولكن ماقدرتش!

تمنت كن قدرت تبعد عليها كل ذيك الأسلاك للي مقيدة ذاتها فذاك السرير، كن قدرت تخرج تجري تسابق الريح وتفزگ تحت الشتا ومتخاف من والو، ولكن الواقع شيء آخر. رجعت بظهرها لور مسنداه على الخشبة ديال السرير الطبي كتشوف فالسقف..فالفراغ للي ولات عايشة فيه، كتسول راسها حتى لإمتى؟ السؤال للي مازال مالقات ليه جواب.

_صباح الخير "ليلى"

خرجها صوت الطبيبة للي دخلت من شرودها، شافت ليلى فالطبيبة للي كانت على وجهها ابتسامة مشرقة وهي كتقرب منها بوزرتها البيضاء، بادلتها ليلى الإبتسامة للي بالرغم من انها صادقة إلا أن حزن كبير مخبي وراها وقالت:
_صباح النور دكتورتنا الجميلة "غفران"

طلت الطبيبة المسمية غفران على الأوراق و الملاحظات للي كانت معلقة حدا سرير ليلى.. حاولت ترسم ذيك الإبتسامة المعهودة ديالها ولكن ليلى ما خفاش عليها القلق ديال غفران الواضح لها، حطت الطبيبة الشي للي بين يديها وقالت وهي كتشوف فليلى:
_كيف صبحتي اليوم أليلى لاباس شوية؟ وجهك منور هاذ الصباح وبغيت روحك تبقى ديما عالية كما عهدتك.

ردت ليلى عليها مازال محافظة على ابتسامتها الصغيرة:
_كلشي هو هذاك..من غير قلبي.

شافت فيها غفران بأسى للي مقدروش عينيها يخبيوه، قربت عندها ودوزت يدها على شعرها القصير :
_قلبك عنيد و بزاف..عارفك قوية و ماغتستسلميش دغيا بحال قلبك أ ليلى..شوية دالوقت و غي..

قاطعتها ليلى وهي كتقول بنبرة ديال شي حد فاقد الأمل:
_ذاك الوقت هو للي معنديش..حاسة براسي بحال شي جثة هامدة اغفران! حتى من المشي محرومة منه.. البكاء ..الضحك! واش حتى هذي كتسمى حياة؟

شافت فالطبيبة بعينيها للي ظهرت عليهم لمعة و كملت بيأس:
_عرفتي ما بقيتش باغة نكمل..مابقيتش باغا نعطي أمل زائف لحياتي... خاصني نتقبل حقيقة وضعي كما هو بلا آمال زائفة مازال، بغيت غير نرتاح أختي غفران!!

قاطاتها غفران كتأنبها:
_سكتي ماتقوليش هاذشي! كيفاش عطاك خاطرك تقوليها أليلى بعد كل هاذ الصبر؟ انت غادي تصحي ان شاء الله و غتوقفي على رجليك و تجري تحت الشتا وتنقزي گاع...غير ماتفقديش الأمل...أملك فالشفاء هو للي مخليك عايشة تال دابا وإلا فقدتيه...



حبست غفران كلماتها بتأتر وما بقاتش قادرة تحبس دموعها مازال، أما

ليلى فبقات ساكتة كتشوف فيها بألم كيعصر قلبها. الطبيبة للي يلاه شي شهور قليلة هذي باش عرفتها كتألم على حالها دابا بحال إلا كتألم لختها ماشي مريضة عندها، فظرف وجيز قدرو بزوجهم يكونو صداقة أخوية بيناتهم، كانت لها الصديقة فوقت الشدة للي ربحتها من مرضها.


شدت لها فيديها وقالت مع ابتسامة ظهرت بزز:

_صافي صافي سمحيلي اختي غفران.. كنحلف ليك بلي عمري نقول او غير نفكر هاكذا صافي؟



جلست غفران على جنب السرير وهي كتمسح دوك الدموع للي مع الحمل ولاو غير على سبة..هي دابا وصلت لشهور متقدمة من حملها وكان عليها تخلي الخدمة فهاذ الفترة، ولكن كيفاش غتقولها لليلى للي واضح انها ولفتها وهي الونيسة ديالها فهاذ السبيطار..

غتودع البنت للي كتحسبها بحال ختها الصغيرة وللي دوزت معاها وقت خلاها تعرف أنها بنت حساسة وقلبها طيب ومن السهل تهرس..بعد صمت مادامش بزاف هدرت غفران:

_ ليلى عندي ليك شي خبار..



شافت فيها ليلى بتساؤل:

_خبار الخير ان شاء الله.



شرحت لها غفران ويديها على يدين ليلى:

_اش غنقولك.. انت عارفة للي كاين.. أنا دابا قربت لشهوري اللخرين من حملي...وغنشد عطلة راكي عارفة..

جاوباتها ليلى وهي عارفة أش بغات تقول:

_غفران..كوني هانية أنا غنتسناك حتى  ترجعي لعندي مع البنيتة ان شاء الله..عندك يسحابلك بلي غنودع الدنيا قبل مانشوف الكتكوتة...قولي بعدا أشنو قررتي مازال تسميها؟



وبطريقتها قدرت تخرج من الموضوع ديال مرضها وهما وبقاو كيهضرو شوية فأمور اخرى قبل ما تمشي الدكتورة غفران لمكتب ديالها تجمع حوايجها و تودع ليلى لأخر مرة، أخر مرة كطبيبتها فقط، ولكنها واعدتها بلي غتبقى تجي لعندها كل تسنت لها الفرصة.



بعدما غادرت غفران المستشفى كانت كتحاول تهدر مع ليلى كل نهار وتعرف كيف داز نهارها، كانت واخا غادرت كتبع تطورات حالتها للي كانت عارفة ان قلبها غادي وكتزيد تسوء حالته، وكان الحل الوحيد لها باش ترجع لحياتها الطبيعية هو يتزرع لها قلب بديل من متبرع، وهذاك هو السبب للي خلا ليلى تجي لمدينة الدار البيضاء فالمستشفى للي فتحت مجال لزراعة القلب واللي من النادر تعمل فالمغرب، كانت ليلى على رأس القائمة ديال المستفدين من عملية زرع القلب، وكان المتبرع واجد حتى هو لولا تراجع عائلة الميت عن التبرع فأخر لحظة بعدما خدلوا غفران فوعدهم. 

***


فبيت ليلى كان الطبيب خالد وهو للي متبع حالتها مؤخراً مع رحيل الطبيبة غفران، واقف حدا راسها كيقرى فالملف ديال التحاليل للي دارت لها مؤخرا. ابتسم ابتسامة صغيرة وقال لليلى:

_أنسة ليلى، أمنية الدكتورة غفران تحققت! لقينا القلب للي نقدروا نزرعوه لك بدل قلبك!

رمشت بعينيها و ما مصدقاش، أخيراً بعدما كانت بدات تفقد الأمل جا الفرج، ضحكت ضحيكة خفيفة و حاولت تقاد الجلسة و قالت منفعلة مع الفرحة ديالها:

_واش بصح أدكتور لقيتوا المتبرع؟ واش انا عندي أمل نرجع للحياة بعد كل هاذ المعاناة؟



قرب عندها الطبيب و هو كيرجعها لبلاصتها بلطف و جاوبها:

_الأمل ديما موجود فالله..انت باذن الله غتعالجي و غترجعي لحياتك الطبيعية تفاءلي بالخير.

الفرحة فعينين ليلى هاد اللحظة كانت كبيرة بزاف، كن كانت الدكتورة غفران للي قبالتها دابا كن عنقاتها بجهد و ماطلقهاش..

سولت بشوية ديال الحزن وهي عارفة أن ورا هاذ التبرع شخص فقد حياته:

_وشكون هو الشخص المتبرع أدكتور ؟



_ماشي بالضرورة تعرفي المهم هو أن القلب مناسب لك و كاين تطابق كبير بين الأنسجة ديالك وبين المتبرع الميت دماغياً.. وجدي راسك هاد الليلة غيتزرع ليك قلب جديد. 5



كانت عائلتها كلها معاها فذيك اللحظة، احساس الفرحة والخوف كان كينتابهم جميع، كانت داخلة لغرفة العمليات فذاك السرير المتنقل وهي كدوز عليهم واحد واحد، باباها كيبان قوي كيما عادته باش يعطيها شوية ديال الثقة فأنه واثق أن بنته غادي تخرج للحياة من جديد، اما امها دموعها ما قدروش ما ينزلوش وهي كتدعي الله يرجع لها بنتها سالمة، خوتها بثلاثة كيشوفوا فيها وكأنهم كيأملوا أن اختهم الكبيرة ترجع لهم ولحياتهم فصحة جيدة ويعوضوا لها كل مافات، أما هي فطولت فيهم كلهم الشوفة كأنها أخر مرة غتشوفهم.

****



9شهور مدة كافية باش يخرج فيها انسان لحياة، باش ياخذ فرصة للعيش ويحقق ذاكشي للي تخلق من أجله، وخير دليل على هاذ الهدرة هي ليلى للي حاسة براسها انها تولدت من جديد وخذات فرصة للعيش مرة اخرة.



جالسة قبالة البحر مغمضة عينيها وكتسمع لأصوات الطبيعة من حولها. نسمات الريح المنعشة تخللت شعرها الكحل للي زاد طوال .. عينيها بلون القهوة الممزوجة بالعسل الصافي واللي كانو دابلين رجعت فيهم الحياة ورجعت ليهم اللمعة..أما وجهها وتفاصيله الهادئة تصبغ بلون الفرح و الحيوية من جديد.



دخلت يدها لجيب الجاكيت للي كانت لابسة وجبدت تيليفونها للي قطع عليها اللحظة وجاوبت:

_صباح الخير ماما لاباس؟

ردت عليها امها بنبرة صوتها للي لمست فيها شوية القلق:

_انتي للي واش لاباس ابنتي! خارجة مع 8و بلا فطور بلا خباري! أش هاد البلان ثاني؟ شوفي دابا تكوني فالدار و الا غنجي ليك نغرقك فذاك البحر سمعتي؟



_وخا أماما عشرة دقايق و هاني معاكم..يلاه بسلامة. 

رجعت تيليفون لجيبها و ناضت من على الرملة كتمشى فاتجاه دارهم.

****


فبلاصة اخرى بالضبط مدينة الدار البيضاء، فشقة بإحدى الإقامات الفخمة، دخلت بنت صغيرة لبيت كانت الظلمة مازال مسيطرة عليه. شعلت الضو وتمشت على راس رجليها شوية شوية وهي حابسة ضحكتها، نقزت على الناموسية و هي كتنقز عليها وكتقول:

_هييي سبقتك اليوم أبابا النعاس.

هو ناض متفاجئ كيمسح وجهه باش توضح له الرؤية، جبدها لعنده من رجليها وخشاها حداه وغطاها كلها بحال الا باغي يسكتها ولكن هي قاومت وخرجت راسها وهي كتضحك:

_ياك قلت لك أنا للي غنفيق بكري اليوم و ماتيقتينيش..دابا نوض غسل وجهك و نوض تفطر بركة من النعاس..



قربها لعنده مرة أخرى، باس لها راسها و رون ليها شعرها بزز منها:

_بنتي كبرت وولات كتوجد الفطور أسعدي ببنتي..



هي ناضت واقفة قدام المراية كتصاوب شعرها للي تشعكك وجاوبته:

_معلوم كبرت ابابا راه عندي 5سنين ونص..وغير ندخل لمدرسة ذيك الساعة نقول لطاطا زهور تعلمني كيفاش نوجد البغرير و المسمن گاع!

ضحك هو من جدية بنته للي خنزرت فيه حيت ماخذاش كلامها ذاك بمحمل الجد، هو وقف من الضحك وناض قرب عندها:

_مزيان مزيان..أريج بيني و بينك بغرير خالتك زهور طلع لي فراسي هاذ اليام.



_ولدي "عمر" نضتي؟

كان هذا صوت الخالة زهور للي وقفت جنب باب البيت للي خلاته أريج مفتوح، زهور هي خدامة عندهم مرا عندها مكانة كبيرة فقلب العائلة الصغيرة، كتقابل الدار وكتقابل البنات فاش ماكيكونش باهم معاهم.



عمر حشم حيث زهور سمعت هدرته واخا كانت غير ضحك، شاف فبنته أريج كيلومها وهي كتحاول تحبس ضحكتها..زهور حتى هي ابتسمت ليه فحين نطق هو :

_زهور صباح الخير.. ممم ريحة ديال البغرير وصلتني لهنا تبارك الله عليك اوخلاص. ..دابا سمحولي غنمشي نغسل وجهي.

دار راسه غادي يدخل لحمام ديال بيته وهي ترجع زهور لكوزينة، غير غبرت وهو يجري لناموسيته هز أقرب مخذة ليه و لاحها على بنته وهي تطلق ضحكتها بجهد وتمت خارجة كتجري من البيت.

دوز يديه على شعره وابتسم ابتسامة كتحمل فطياتها بزاف ديال الشوق و الحنين..والكثير من الحب.



***


جلست ليلي بين عائلتها كتفطر، عائلتها الصغيرة كتكون من زوج خوت وهما توأم، أمين وأيمن فأول سنة لهم بالجامعة، وختها سلمى هي أخر العنقود فالعائلة وعندها أخر سنة فالإعدادي، وماماها حنان فمنتصف الأربعينيات مرا ديال الزمان حاضنة على ولادها بعد طلاقها من أب ولادها الأربعة.

حطت حنان طبسيل صغير ديال الفاكية قدام ليلى وهي كتوصيها تكملو كامل، حيت من بعد ذاك المرض وعملية زرع القلب ولات كتخاف عليها بزاف، كتهتم بيها شي مرات كثر من لخرين، وليلى واخا كتحاول تبين لمها بلي هي رجعت عادية ولكن ماكتديهاش فهدرتها، بحال الا كانت باغا تعوض عليها ليام للي كانت فيها كتبعد عليها بحكم خدمتها.



كانوا كياكلوا فجو عادي حتى نطقت ليلى وهي كتلعب فطبصيلها بلا شهية:

_ماما سمية هضرت معايا البارح، او قالت بلي هي طالعة لطنجة هاد السيمانة تحضر شي عرس لعائلة مرات خوها، وأنا ماكرهتش نمشي عندها ومن بعد نمشي معاها لطنجة، على مايسالي بابا خدمته وتبدا العطلة ونهبطو جميع.. اش بان ليك؟



بان على حنان الاستغراب من طلب بنتها وسولت:

_ولكن ابنتي علاش انت غتعدبي راسك وطلعي لعند باباك وهو مابقا ليه والو ويجي لعندكم؟

_تقدري تقولي بغيت نبدل الجو ونشم شوية ديال الهوا، من بعد ديك الفترة للي دزت منها محتاجة بزاف لهاذ التسافيرة للي اكيد غتنفعني بزاف.



حنان بقات كتشوف فبنتها وهي كانت كتسنى موافقتها، ماباغاش تقول ليها لا بطريقة مباشرة وتقلقها :

_مغنتهناش الا مشيتي بحدك تالتطوان ابنتي.



ليلى هزت عينيها فاختها سلمى للي شيرت لها باش تهدر وهي تقول:

_واش غنمشي على رجلي اماما؟ غنمشي فالكار بين الناس مغيطرا غير للي بغا الله.



يلاه بغات ترد ماماها وهي تقاطعها سلمى للي جات فصف اختها طبعاً:

_ليلى عندها الحق اماما، هي راه عندها 25 سنة مابقاتش درية صغيرة باش تخافي عليها لهاذ الدرجة، وحتى صحتها راه كيف العودة غير انت مابغاش تشوف هادشي.



شيرت ليلى لختها بخمسة  ولكن عجباتها، سلمى كتفهمها مزيان كيما كيبان، بقات حنان ساكتة كتفكر واحد المدة عاد قالت:

_والله ما عرفت، انا ما بغيتش نمنعك من انك ديري الحاحة للي بغيتي ولكن غير من خوفي عليك ابنتي، غنهضر مع باباك ويكون خير.



نقزت ليلى قالت:

_بابا رااه فراسو وفرح ملي عرف بلي غنمشي لعنده بقيتي غير انت يا ست الكل وصافي.



ابتسمت لها ماماها وهي كتمرر عينيها على ولادها وبناتها، اغلى كنوز عندها وهدية الله لها، اكثر حاجة الأم كتمناها فهاد الدنيا هي ان الله يحفظ ولادها من كل شر وتشوفهم هانين فحياتهم. كتكون كترعاهم وهما صغار ومكتفطن بيهم حتى كيكونوا كبروا قدام عينيها وهي مازال كتحسبهم صغار، وفبالها بلي غيجي نهار للي كل واحد فيهم غيشوف حياته.

***


كان ساهي فبناته وكيبتسم لهم وهما مشغولين مع بعض، كانت الكبيرة فيهم كتوكل ختها صغيرة، ختها للي مازال ما كملت عام، وللي كتحاول هي تكون ليها أخت وأم رغم صغر سنها. عمر كان كيسول نفسه واش فعلاً قدر انه يعمر ولو جزء صغير من الفراغ للي خلاته امهم بعد موتها، واش قادر يوفي بالوعد للي قطعه على راسه وما يخليش بناته يحسو شي نهار بلي ناقصاهم شي حاجة..



تمكن صوت بنته أريج من انه يخرجه من هاد الدوامة ديال الأفكار ملي سولاته:

_بابا واش اختي ذكرى مازال غتطلع سنينات بحال ولد طاطا هاجر؟



طرحت سؤال عفوي وهي كتخشي الملعقة ديال سيريلاك ففم اختها.



هو ركز معاها وجاوبها:

_غادي طلعهم ان شاء الله.. ذكرى مازالا صغيرة وماشي كلشي كيطلع سنينات فسن واحد ابابا.



قال اخر كلمة وهو كيدوز يدو على خد ذكرى وهي تضحك ضحيكة خلات شمسه تشرق زوج مرات ذاك الصباح. أريج زادت سولات بحال الا كانت باغا تأكد من شى حاجة:



_واخا...أو واش بصح اختي عمرها ماغادي تهضر؟



هنا عمر عقد حجبانه وسولها باش يعرف لاش باغا توصل:

_كيفاش عمرها تهضر شكون قالك هاذشي؟ ختك مازال صغيرة على الهضرة وانت عارفة هاذشي ولا لا؟



_أه عارفة ولكن...سمعت بلي للي مريض بحال ختي يقدر يتعطل فالهضرة ولا مغيهضرش گاع...انا بغيت اختي تهضر ابابا.

كانت أريج كتهضر وهي مقابلة اختها بحال الا مقدراتش تشوف فوجه باباها، هاد الأخير ناض من بلاصته على الكرسي من جنب ذكرى ومشا جلس جنب أريج باش يصحح ليها المفاهيم الغالطة.



_لا مكينش هادشي، هو كاين للي كيتعطل فالهضرة بحال للي يقدر اي شخص مامريضش يتعطل فيها، وختك راه ذكية وزوينة خاصها غير شوية ديال الوقت وشوفي شحال غتولي تهضر حتى تصدعك.



عنقها بذراعه وزاد كمل:

_



متلازمة داون ابنتي ماشي شي حاجة للي كتخوف بلا ماتشغلي راسك، اي مرض خاصه غير العلاج والحب ديال العائلة وغيتحسن مولاه، صافي اتفهمنا؟



هزت راسها بأه ورجعت توكل ختها، فحين هو عاد زاد ما تشغل بالخصوص مع كلام بنته للي نهار على نهار كتسبق عمرها وكتشغل راسها بشي حوايج للي فسنها مخصهاش تشغل بيهم.

دخلت السيدة زهور لعندهم وقالت:

_ولدي عمر الحوايج ديال البنيتات راني جمعتهم فباليزاتهم، بقاو غير حوايجك الا بغيتي نجمعهم قبل مانمشي.



رد عمر ويده فوق الكرسي كيشوف للور فين كانت زهور:



_شكراً بزاف أزهور عذبناك معانا، حوايجي غير خليهم تا نسالي ونجمعهم ، انت غير سيري دوزي نهارك مع ولادك وسلمي لي عليهم واحد واحد.



_يسلم عليك الخير والربح.. وحتى انت سلم لي على الحاجة بزاف، والله يوصلكم على خير.



_أمين أخالتي زهور.



خرجت زهور وهو يدور عند بناته كيقول بحماس:

_إوا مستعدين تمشيو عند عزيزاتي ولا لا؟



نقزت أريج بفرحة وهي كتهز راسها:

_أه مستعديييين...نحن قادمون يا طنجة!


دازت سيمانة دغيا وجا النهار للي غتسافر فيه ليلى لطنجة، دخلت مع امها لمحطة الكيران ويدها فيدها، وكيف العادة فامها مانساتش تعاود توصيها بذاكشي للي سبق لها وقالته لها فطريقهم للمحطة.

تقابلت ليلى معاها وشدت فيدين امها كتطمأنها:
_كوني هانية غنتهلا فراسي وغناخذ دوايا فالوقت ومغنعييش راسي، غير ماتشغليش راسك عليا الحبيبة ديالي. +

_دابا نشوف واش غتعملي هاذشي ولا غير باغا تديري لي خاطري... راه عابراك بالكيلو تجي ناقصة شي كيلو ولا زوج نتفاهم مع باك!  2
ضحكت ليلى من قلبها هي وماماها وقربت معاها لباب الكار فين كانوا ناس كيطلعوا وهي تعنقها لأخر مرة قبل ما تطلع حتى هي وتنطلق لمدينة للي غيوقعو فيها شلا حوايج ماكانتش كتخطر لها على البال.
**

كانت الخمسة ديال العشية ملي نزلت من الكار للي وصل لتطوان، هزت باليزتها ودخلت لمحطة تجلس تستارح قبل مايجيو بنات خالتها يتلقاو لها كما تافقو من قبل. وما هي غير شي ربع ساعة حتى شافت بنت خالتها سمية جاية لجهتها فين نعتت لها وهي كتشير لها.

وصلت عندها عنقاتها بقوة وباينة عليها توحشتها كيما ليلى توحشتها حتى هي، شدت سمية حقيبة ليلى كتجرها وهما كيهضرو:
_إوا واحد نجلاء فين هي ما بانتش لي.

جاوباتها سمية وهي بنت فنفس عمر ليلى تقريبا، بشرتها بيضة وكدير الفولار وعامرة شوية:

_نجلاء جات معايا بلحق بقات مع رضوان فلوطو دياله حيت مالقاش بلاصة يوقف فيها ومشا يضرب دورة لور، وهي خافته يهرب ويخليها انتينا عارفاها.

وقفو برا المحطة وسمية كتقلب بعينيها على سيارة رضوان ولد حومتهم وخطيب نجلاء "المستقبلي" للي تطوع باش يوصلهم لمحطة، وقف بسيارته حداهم وهبطت نجلاء تسلم على ليلى قبل ما يركبوا جميع متجهين لدار خالتها خديجة.

***

صوت البنات كيغنيو كيتسمع من الكوزينة فهاذ الصباح المشمس، كانت ليلى مع سمية كيرددو كلمات اغنية انا العايلة مولاتي وكل وحدة وأش كدير، قلبت ليلى المسمنة من فوق المقلة فحين سمية كتگرس المسمنة التالية وهي كتغني حتى وقفت عليها ختها نجلاء من لور.

_باسم الله الرحمان الرحيم، مكتعرفشي تعمل الحس.
قالت سمية وهي شادة فقلبها فحين نجلاء دخلت لكوزينة لابسة جلابة خفيفة وفيدها شي سخرة.

حطت الميكة فوق البوطاجي وهي تقول وكتضحك:
_ناري البنات شكون تلاقيت فراس العقبة!

هزت سمية راسها بمعنى شكون، فحين ليلى بقات غير متبعة معاهم واخا تركيزها مع البوطة:
_علي ولد العياشي، تلاقينا عادي كيف ديما ومعرفت شكون وصل له بلي ليلى وصلت لبارح لعنا، بقا كيدخل ويخرج فالهضرة ويسول ويعاود يسول عليك أليلى.

سمية طلقت ضحكة:
_والله الا حمق هذا، باقي مانسا ديك الطرشة للي كلا فالصغر واقيلا...ناري كنتفكر الموقف كنطرطق بالضحك..
فتح سمية فمها بطريقة ساخرة وربعت يدها على صدرها وقالت بطريقة واحد حشومي رغبي:
:ماجي بخنونتو قالك لليلى كن كن كنبغييك... تبغيك غولة ان شاء الله. 1

حيدت ليلى المسمنة من فوق البوطة وهزت وحدة اخرى وهي كتقول:
_عرفتو فكرتوني البنات عمري باقي طلبت منو السماحة، واخا داز عليها سنين ولكن عز عليا بزاف..كنت حمقة ملي طرشته والله.
هزت نجلاء دوق المسمن وهي كتقول بفم عامر:
_تانتي هذاك غي عقل الصغر...او زايدون ولد العياشي خاصه كثر من طرشة شلاه يرد لباباه عقله، الولد مفروح غي للي شافا يتبعط فيها عامل فيها فيلم هيندي.

بقاو البنات كيهضرو ويضحكو حتى سالاو الشغل ووجدو الطبلة، تجمعت العائلة كلها لفطور، وعلى الطبلة جبدت سمية موضوع السفر لطنجة وللي كان واضح انهم اتفقوا عليه من قبل.
قالت نجلاء موجهة هضرتها لليلى الجالسة جنبها:
_والله ما كرهت نمشي معاكم أصحبة ولكن راكم عارفين.
جاوباتها ليلى:
_ماشي مشكل مرة اخرى ان شاء الله، وماتنسايش بلي باقي غندوزو عليكم فاش نكونو راجعين...باقي عنا مايتقال..

*
*

فدار بين الخضورة والهوا النقي، فطبلة تحت ظل شجرة التين للي جات وسط الدار للي كيحيطها الصور، جلس عمر والحاجة فاطمة الوالدة دياله وختها فريدة، وبعيد عليهم شوية جلست أريج وختها ذكرى على الأرض المفرشة بحصيرة صغيرة كيلعبو، وفجنبهم جالسة نادية بنت فريدة.

كان عمر ساهي مع بناته حتى فيقاته ماماه بهدرتها:
_ولدي عمر اتاي غيبرد فيدك وانت غاساهي اولدي.

دور وجهه لعندها وحطت هي يدها على كتفه وسولاته؛
_ياكما شي حاجة شاطناك؟

هز راسه بالنفي وتبسم لها ابتسامة خفيفة ورد:
_

لا لا ماكاين والو الوالدة غير سهيت شوية فموضوع عرس سعيد اوصافي.

هزت الحاجة راسها بتفهم ودورت وجهها لعند ختها فريدة للي كتشرب فأتاي وقالت لها :
_سعيد هو ذاك الولد اليتيم للي قلت ليك غيعمل عرسه فالدار، ولدي هاز الهم معاه وقايم بالواجب الله يرضي عليه.

تبسمت فريدة للي ملامح وجهها البشوشة والبيضة كتشبه لختها وقالت وهي كتشوف فعمر :
_أمين يا ربي امين، وعقبال مانفرحوا بسيدي عمر مرة اخرى ان شاء الله.
قالت فريدة وضحكت لختها فاطمة للي بادلاتها الضحكة، فحين عمر تبسم بزز ورجع عينيه على بناته.

سولت نادية أريج للي كانت مشغولة مع  اللعب ديالها وباين ان وجود نادية فجنبهم مقلقها:
_إوا أريج كيف دايرة حياتكم فكازا صعيبة ياك؟ 
جاوبتها أريج باختصار:
_لا ما صعيباش.

هزت نادية عينيها فلخرين وقربت كثر من أريج مدوزة يدها على راسها:
_ولكن واخا هاكذاك...فاش مكتكونش معاك ماماك صعيب الحال، سوليني غير انا فاش كنبعد على ماما شي يامات كنقنط بزاف...مكتمنايش مثلاً تكون عندك ماماك اخرى؟

شافت فيها اريج معصبة وغوتت:
_لا ما بغيتش.
هبطت راسها للأرض وكملت بصوت منخفض:
_بابا عمره يتزوج مرا من غير ماما...هو وعدني!
تأففت نادية بسخط من قصوحية راس  البنت وناضت من حداهم فاش شافت عمر جاي عندهم، دازت حداه وابتسمت ليه كما عمل هو ومشت تجلس مع ماماها وخالتها للي جبدو الموضوع مناش تهرب عمر.

تكلمت الحاجة فاطمة وهي كترجع شوفها لختها بعدما تبعت ولدها بعينيها حتى وقف جنب بناته:
_والله الا اختي هاد الولد كيبقى فيا وحرافت لي معاه، زوج بنات صغار گاع ما ساهلة تربيتهم ولكن هانتي تشوفي، غير كنجبد معاه الموضوع كينوض ويخليني ندوي بحدي.

هزت نادية كاس ديال اتاي وشيرت لماماها تجبد الموضوع معا ختها قبل ماتنوض مبعدة عليهم مرة اخرى.

سكتت فريدة شوية عاد زعمت تهضر:
_عارفة للي كاين أختي غير الله يسهل عليه اوصافي...وعمر الا كان خايف يجيب شي برانية على بناته وماتعرفشي تعامل معاهم حنايا نسهلوها عليه.

عقدت الحاجة حجبانها وسولت:
_كيفاش زعما؟؟
قربت فريدة الكرسي ديالها جنب ختها وقالت :
_اوا انتي عارفة شنو كاين اختي، نادية وعمر راه ماشي ولاد اليوما، راهم دوزو بزاف مع بعطيتهم وكيفهمو بعطهم مزيان..والا جيتي تشوف نادية هي للي تليق بولدك عمر وهي للي غتقد تعامل بناته كما يجب اختي!

الحاجة سكتت ما عرفت ماتقول هذيك الساعة، هي ماكرهتش غا تزوج ولدها باش تريحه فحياته كيما كتعتقد، وكانت كتظن ان شوية ديال الوقت كافي باش تخليه ينسى ما فات ويكمل حياته من جديد مع مرا أخرى، ولكن عمر كان رافض بشكل قطعي انه يعاود يتزوج، على الأقل دابا، على الأقل حتى يدق قلبه مرة اخرى لشي وحدة؛ وذاكشي للي كان واثق أنه عمره يطرا بعدما ماتت حبيبة قلبه وشريكة حياته.
*
*
بعد يومين كانت ليلى وصلت لطنجة مع سمية، شدو طاكسي حتى لعمارة للي ساكن فيها اخ سمية مع عائلته الصغيرة، استقبلوهم بالفرحة، اسية ومحمد عندهم ولد واحد سميته أنس وعندو عامين.

حطت اسية الغدا وتجمعو عليه كياكلو فجو ماخلاش من الضحك.
مور الغدا خرج محمد وخذا معاه أنس، باش يخلي البنات على راحتهم، دخلو هما مجموعين لبيت أسية للي بقات كتخرج فقفاطنها واحد واحد باش تاخذ رأيهم فأشنو تلبس نهار العرس.

هزت سمية واحد القفطان سامبل فالكحل كيبري ومداته لليلى كتشوف واش غيجي معاها:
_واو غيجي معاك هذا انت اليلى جربيه وشوفي.

شداته ليلى منها وقالت بتردد:
_سمية بصراحة ماعرفتش واش أصلاً غنمشي لعرس ولا لا!
شافت فيها سمية واسية بتعجب وقالو بزوجهم:
_وعلاش؟؟

جاوبت وهي كترجع شعرها مور ودنيها:
_هكذاك...واش جات نمشي معاكم وأنا مامعروضاش حتى؟ حشومة واقيلة.

_انا قلت بلي قررتي تمشي معايا ماسحابليشي عاد غتفكر بالمشية ولا لاء...ولكن واخا هايداك والله مانمشي إلا مامشيتي يا ليلى!
حطت سمية شال من يدها وجلسات على الناموسية وكملت وهي متصنعة الحزن:
_أسية سمحلي بلحق الا مامشاتشي ليلى غنبقى حتى أنا...اصلا حتى انا مامعروضاش خلاتها ليلى.

شافت اسية حتى عيات وقالت:
_إوا صافي على مامعروضاشي تانتي، شوفو بزوجكم غتمشيو رجلي برجلكم.. وراه ولد عمي وصاني نعرض على صحاباتي العزازات حيت عارفني ماعندي حد هنا.. ومغنلقى ما حسن منكم يمشي معايا، انتوما للي غتونسوني تما والله.

ناضت ليلى وهي كتنوض معاها سمية:
_صافي يكون خير...نوضي انت شوفي اش غتلبسي وحيد هاذ التغوبيشة.

سمية عنقاتها بجهد وهي فرحانة حيت غيمشيو بثلاثة بيهم لذاك العرس:
_ماح عليك الحب..
***

شدت هي السنسور ديال العمارة بعدما وصلتها سمية فسيارة خوها محمد لفين كيسكن باها، بقات طالعة وهي مغمضة عينيها حتى تفتح فالطابق للي غتنزل فيه. وقفت حدا باب الدار وصونات وماهي غير لحظات حتى فتح لها راجل فبدايات الخمسين من العمر، ابتسامته بينت علامات خلاها الزمن على وجهه البشوش ، وشعر راسه غلب عليه اللون الرمادي للي زاده غير وقار.

عنقها بحال إلا شحال ماشافها ودوز يده على شعرها المجموع كذيل حصان:
_بنتي الغالية! على سلامك.

بعدت منه شوية وابتسمت ليه فوجهه:
_توحشاتك الغالية ابابا!
زاد عنقها مرة اخرى كيشم عبير بنته للي عنده أغلى من كُلشي ، قبل ما يدخلو لدار ويسد الباب.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان الليل طاح على مدينة طنجة وجوها زاد زيان، جلس عمر مع زوج دراري تقريباً فنفس عمره، واحد فيهم  سمر شوية وشعره كحل كيما عينيه، والثاني كيبان اكبر واحد فيهم صلع وابيض البشرة وعينيه عسليين. 7

تكلم هاذ الأخير بعدما خذا رشفة من كاس ديال أتاي:
_الدراري راه نعول عليكم انتوما للي عندي بغيتكم تشجعوني عوض ماتخوفوني هايدا.

طلق الشاب لاخر ضحكة على طريقة كلام صاحبه وقال:
_أنا كنسمع بلي غير البنت للي كتكون متوترة وخايفة من أول ليلة، ساعة انت طلعتي خواف من درجة أولى أخاي سعيد.

خنزر فيه الشاب للي سميته سعيد وعقب على كلامه:
_ماشي خايف ولكن متوتر أوصافي.. أوزايدون أتوفيق انت غير سكت ماحدك ما جوجتي ماعندك باش تفيدني.

تلفت جهة عمر للي كان مسمتع بكلامهم وكمل:
_انا غنعول على با عمر هو للي عنده باش يفيدني ياك ألخاوا؟

قاد عمر الجلسة على الكرسي وتحمحم قبل ما يتكلم بتفلية:
_معلوم خويا سعيد...شوف انت غير رخي راسك وخليها هي تقوم بالواجب!!

توفيق ضحك بجهد حتى تسمعت ضحكته فالدار وهو كيشير ناحية سعيد بيده، هاذ الأخير دار عند عمر وقاليه :
_ياك أ عمر واخا سري أنا للي جيت نشكي عليك وبغيت نستفيد منك زعما سابقني فالزواج، ساعة طلعتي بحالك بحال هاذ السلعة.

عمر دور يده على كتف صاحبه وقال ليه:
_ماتخافش معاك أنا أسعيد تالمطش لخر بإذن الله، دابا نوض جيب لينا الطاجين راه ضرني جوع وديك ساع نزيد لخويا الدروس بالمجان.

هنا سعيد ضحكت سنانه وناض وبعفوية دعى مع عمر:
_سير أعمر الله يجيب ليك شي بنت الناس للي تفرحك كيما فرحتيني اليوم.

خرج سعيد من الصالون وبقا عمر وتوفيق للي شاف فعمر ونطق وهو كيهز كفوفه لسما:
_أميــــــــن.

*
*
صبح الحال وهي فالكوزينة كتوجد لها ولباها الفطور، وجدت صينية صغيرة دارت فيها طبيسلات صغار فيهم المربى والزبدة وزويتة بلدية وتمشت جهة الصالون بالخف، حطت كلشي جنب البغرير والكيكة للي باين أنهم عاد طيباتهم ذاك الصباح وهي تحس بباها داخل عندها، تلفتت جهته ولقاته واقف مبتاسم كيشوف فيها.

قربت عنده وشدت يده باستها:
_صباح الخير بابا.

_صباح النور، منورة الدار ابنتي الله يخليك ديما منورة.
شاف  وراها لطبلة وهو يقول:
_تبارك الله على الحادگة، ولكن علاش عذبتي راسك ابنتي؟
_مكاين لا عذاب لا والو بالفرحات عليا. 
دورت يدها مور ظهره وكملت:
_ يلاه دوز تفطر ماحد البغرير سخون راه وجدت ليك القهوة كيما كتبغيها.

فطرو بزوجهم فجو ديال زوج أصدقاء، ليلى وبابها كانو من زمان مصاحبين وكيفهمو على بعضيتهم مزيان، كانت اقرب شخص ليه كثر من ولاده لخرين، حتى انها فصغرها كانت كتفضل تدوز وقتها معاه هو وماشي امها.  وحتى من بعد طلاق والديها العلاقة بقات كيما هي وأكثر، واخا بعيد عليهم ولكن عمره ماحسسهم بلي هو بعيد بالخصوص ليلى.

تكلم  عبد الله وهو كيشرب فالقهوة دياله بعد ماسالاو فطورهم:
_تبارك عليك طلعتي كتصرعي البغرير فحال ماماك، بغريرها مكيشبعش منه الواحد...وبصراحة توحشت بغرير الدار!

هي شافت فيه وابتسمت ليه بمعنى وقالت:
_بصحتك، ولكن غير بيناتنا ماسمعنا حد، واش توحشتي البغرير للي كتصاوب ماما ولا توحشتي مولات البغرير نيت؟
ضحك هو من مغزى هدرتها الصريحة وقال:
_وا هو فالصراحة بزوجهم ابنتي!

صونا له التيليفون وناض يجاوب فحين هي بقات محافظة على ابتسامتها الخفيفة، كتسول راسها أشنو للي كيخلي الحب بين زوج يندثر بذيك السهولة؟  أشنو للي كيخلي سنين العشرة تهون فوجه الفراق؟ واش الفراق كيجهض كل ذوك المشاعر للي كانت واحد النهار بيناتهم ولا كتبقى غير كتدفن تحت التراب، وممكن فأي وقت ترجع تطلع لواجهة بعد مايتزاح عليها الغبار.

علاقة باباها وماماها كانت كتعطيها امل فأن الحب باقي كاين، صداقتهم وعلاقتهم الطيبة كانت نادرة بين زوج أزواج فهاذ الزمن، ولكن شاءت الأقدار ان طريقهم تفرق عند محطة ما، الفراق للي حرص الزوجين على أن اسبابه تبقى بيناتهم. ومن تما ولات مقتنعة أن أي حب مهما كان قوي فهو معرض للزوال، وكأنه مرحلة صغيرة من محطات الإنسان للي كيمر بها وكيكمل حياته من بعده، إما خاسر او كاسب من ذيك التجربة.

كود بنر أسفل الموضوع
شارك على الفيسبوك

مواضيع ذات صلة