إسمع قبل أن تحكم قصة معبرة جدا
كود بنر أعلى الموضوع
استيقظت بنشاط كعادتي نافضا التعب، لبداية يوم جديد مع أسرتي الصغيرة. ( رغد/سعد/وزوجتي صفاء) .
ومع نهاية كل اسبوع، نذهب لزيارة أبي المختار في العاصمة الرباط، لقضاء الاجازة معه، إلا أننا لم نستطع الذهاب ككل مرة بسبب مرض زوجتي المفاجئ، فاحتاجت لرؤية أمها سناء، وهناك قابلت ابن عمها لؤي، و لأكون صريحا لا أستصيغ هذا الاخرق فدائما يصيبني بالغثيان ،بسبب تصرفاته الغير مفهومة، أما نظراته لزوجتي تفقدني السيطرة، أجل فلقد كانت خطيبته ولكن قبل تسع سنوات، أما الآن فأنا من حصلت عليها، مرت الساعات على خير وأنا أسيطر على الأجواء المشحونة بيننا ، فلم أقاوم حاجتي لبعض من النيكوتين . فتوجهت خارجا لشحن رئتي ببعض من الهواء النقي لعلي أزيح هذه الفكرة من عقلي الباطني ، فهذا أفضل من نقض وعدي بترك عادة التدخين. كان وعدا قطعته على زوجتي بعدما وعدتني بارتداء الحجاب، وهاأنا الآن أجد نفسي ضعيفا أمامها مرة أخرى، دخلت في حالة الهيجان كما كنت، وكأنني لم أستفد شيئا من الدورات التدريبية، بدأت بتحطيم ما أجده أمامي بدون وعي مني، إلى أن شعرت بأحدهم يجر ساقي بأيد صغيرة ،فعندما التفت وجدته ابني سعد، يرتعش كورقة رقيقة و هو خائف يبكي حالي الغريبة، عندها حملته، وأنا أهدأ من روعه، فحينما عدنا أثرت صفاء الصمت كلوم لي لأنني تركتها مع أهلها وخرجت، وفعلت المثل لكي لا أدخل في نقاشات فارغة،
ومع مرور أيامي بروتينية بالغة، بدأت أشعر ببعد زوجتي عني في كل مرة أحاول فتح نقاش معها ، أجد التصدي لمحاولاتي المستميتة في نيل رضائها ،مساندتها، حبها، رعايتها... ولا حياة لمن تنادي.مرة أخبرتها على سبيل المزاح لكي تعيد حساباتها معي وتبدأ بالاهتمام بي، أنني سأتزوج بأخت صديق لي، فلم تبد أية ردة فعل ،وسكوتها هنا دليلا على موافقتها، هنا وقفت مع نفسي، وبدأت شكوكي حول معرفتها برجل غيري تزداد ،أو أنها عادت لحب ذلك المعتوه مجددا، خاصة أنها أصبحت تكثر زياراتها لأمها مؤخرا، صارحتها بالأمر، وكانت ردة فعلها باردة جدا ...مازاد من عصبيتي كونها لا تواجهني بشيئ حتى وأنني أنعتها بأقبح الصفات ،"خائنة، غير مسؤولة، زوجة معتوهة، وخرقاء.... " عندما استنفذت كل طاقاتي، وأفرغت كل شيء كان قابعا داخلي، لم ألحظ منها أية ردة فعل، الشيئ الذي دفعني لرفع يدي لأصفعها، فهوت أمامي قبل لمسها كجبل كان ثابتا فتلاشى ، هناك وقع قلبي عند أخمص قدمي، وبنفس اليد التي كانت ستصفعها، حملتها للمشفى وتركت ابنائي مع الجارة سعاد، وأنا أدخلها للمستعجلات، أتذكر ما مر من سنواتنا كأنها البارحة، كيف مرت تسع سنوات بهذه السرعة ، فعندها ندمت أشد الندم لصراخي و قلة فهمي لصفاء، التي كانت ولازالت دائما ذات قلب صاف معي، وأنا هائم في ذكرياتي، سيضع الطبيب يده على كتفي ويعيدني لواقعي الأسود، التفتت لأجده يزيل كمامته في أسى وقبل أن ينبس ببنت شفة، أسرعت لغرفتها....محاولا إيقاظها دون جدوى... أبكي بحرقة، وقلبي يعتصر حالتي وحال الاطفال حينما يعلمون أن أمهم فارقت الحياة بسببي، وحال أمها واخواتها....
وما زادني صدمة وكدت أجن بسببه هو رؤيتي لنتائج التقارير الطبية.... يتبع
كود بنر أسفل الموضوع
